سر الهلال الشيعي، ولولا شيعة جبيل وكسروان لأعلن مسيحي جبل لبنان الفيدرالية

عاجل

الفئة

shadow
*بقلم ناجي أمهز*

بداية الشيعة لا يعترفون ان هناك  شيء اسمه الهلال الشيعي هم محور مقاومة، لكن في هذا المقال ابين كيف ينظر العالم الى الهلال الشيعي.
منذ عام وأكثر وأنا أريد أن أنشر هذا السر الكبير، وتحديدا مع اشتعال الأزمة الروسية الأوكرانية، وخاصة أن الأمور انتهت، يعني ما نكتبه اليوم هو فقط للتوصيف والسرد التاريخي.

1999 بالرغم من انعقاد مؤتمر منظمة المؤتمر الإسلامي لمكافحة الإرهاب الدولي، إلا أن الأعمال الإرهابية التكفيرية كانت تجتاح العالم بصورة مرعبة، تدمير تفجير تذبح، تسبي، تحرق، تكفر كل شيء، مشاهد كانت تؤرق العالم ولا أحد قادر على فعل شيء، وكان السؤال الذي تطرحه أوروبا العجوز دائما، ماذا لو تمدد الإسلام المتطرف إلى تركيا ووصل إلى أوروبا، ماذا سيحل بهذه الحضارة وكيف سينهار العالم الحديث.

رغم التحذيرات الدولية المتكررة لبعض الدول العربية من أجل مكافحة الإرهاب، إلا أن الدراسات كانت تؤكد أن عشرات مليارات الدولارات صرفت على مؤسسات دينية تدرس الإسلام المتطرف في العالم من أفريقيا حتى أفغانستان، مما يعني أنه لم يعد بالإمكان لجم هذه الظاهرة التي تهدد العالم بانفجار مرعب.

وبعد جهود مضنية قامت بها الأمم المتحدة وشخصيات علمائية إسلامية معتدلة كان الجواب، “أن السلفيين يرون أنه لا يمكن للمسلمين أن يكونوا أمة صالحة إلا إذا اتبعوا وفعلوا حرفيا ما فعله أجدادهم قبل قرون” حينها فهم العالم أنه لا مجال للتعايش مع السلفية المتشددة، هي تريد العودة قرونا إلى الوراء، والمجتمعات تبحث عن التطور والحداثة والانطلاق نحو المستقبل، وهذان الخطان لا يلتقيان.

في عام 2000 أخبرني سفيرا لبنانيا، بعد أن علم أنني شيعي عن أمر ما سيحصل في العالم، حيث قال هل سمعت بمقولة “تؤلف ولا تؤلفان” قلت له نعم قال منذ هذا التاريخ سيتغير العالم وسيحكم الشيعة هذه المنطقة وجزء من العالم.

حقيقة رغم أن كلامه يقارب الخيال حينها، إلا أن النخبة، تتقبل وتدرك أن تداول السلطة وسقوط الإمبراطوريات هو قانون طبيعي، حصل آلاف المرات وسيتكرر آلاف المرات، ‘لو دامت لغيرك ما وصلت إليك’ ومن يراجع التاريخ يدرك أن العالم يبحث عن مشروعية تجعله يعيش الاعتدال والعدالة المجتمعية، ومنذ نشوء التشيع في الإسلام وهو يتميز بهذه الخاصية التي اكتسبها عن الإمام علي بن أبي طالب.

وعندما وضع العالم أمام خيارين لا ثالث لهما،

أما مقولة الإمام علي “الناس صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق” وقد طبقت الدولة الفاطمية هذا النص حيث كانت عادلة بتوزيع المناصب والوظائف بين المسلمين وغيرهم مما حرض عليها المتشددون الإسلاميون وأسقطوها،

أو مقولة الإمام القرطبي –والمسلم إذا لقي الكافر ولا عهد له جاز له (قتله) فإن قال لا إله إلا الله لم يجز قتله لأنه قد اعتصم بعصام الإسلام المانع من دمه وماله وأهله… آه.

وهنا بدا العالم يفكر جديا وهو يتحدث عن مئات الملايين من المسلمين الذين يعتنقون فكر القرطبي وكيف سيكون هذا العالم بحال تغيرت موازين القوى، خاصة أن هناك نموذج أفغانستان وباكستان.

2001 وهجمات 11 أيلول، وهي مجموعة سلفية إرهابية استهدفت الولايات المتحدة في يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر 2001، بواسطة أربع طائرات نقل مدني تجارية، تقودها أربع فرق تابعة لتنظيم القاعدة، وجهت لتصطدم بأهداف محددة، وقد نجحت ثلاث منها في ذلك، بينما سقطت الرابعة بعد أن استطاع ركاب الطائرة السيطرة عليها من يد الخاطفين لتغيير اتجاهها، ما أدى إلى سقوطها وانفجارها في نطاق أراضي ولاية بنسلفانيا.

لم يعد من مجال للانتظار وخرجت أمريكا بكامل قوتها من أجل قتل الوحش التي طالما رعته وعلمته وجهزته ودربته، ضربت العراق دمرت أفغانستان، لكن ماذا يفيد، أدانت أوروبا الأمريكيين واتهمتهم بدعم الدول التي تنتج التطرف، وجاء الرد من وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد على أوروبا “القارة العجوز”.

في عام 2004 وفي لقاء مع الواشنطن بوست، أطلق ملك الأردن الملك عبد الله مصطلح الهلال الشيعي، الذي يمتد من طهران مرور بالعراق والبحرين وسوريا حتى لبنان.

وهو هلال يعزل أوروبا عن العالم العربي ويحمي تركيا، وتؤكد كافة الدراسات أن الثقافة الدينية الشيعية بعدالتها ووسطيتها حتما ستؤثر إيجابا في تغيير النمط الديني عند الكثير من المتطرفين مما يؤدي إلى توجه جديد يساهم ببناء إنسان منفتح على الآخر ويتقبل الآخر.

2006 بدا الشرق الأوسط الجديد يتهيأ لاستقبال منقذه الشيعي، وبدا الاعداد لما اسمي الفوضى الخلاقة.

2007 قدمت دراسات غربية إلى العديد من الدول وخاصة في دول الخليج، تنصحهم بادارج التشيع كمذهب إضافي أساسي، الكثير من هذه الدول رفض تحت ذريعة الطائفية بينما الحقيقة أن هذه الدول تخاف الفكر الشيعي لأنه سيخلق مجتمعا حرا يطالب بحقوقه المجتمعية كاملة، فكان صوت الطائفية والنزعة إلى الحكم أقوى من صوت العقل فقررت هذه الدول أن تضرب الإرهاب وأن تغلق المدارس الدينية وأن تنحو نحو الانفتاح المدني بسرعة قياسية، مع العلم أن هناك تحذيرات أكدت أن الانتقال بسرعة من التشدد الديني إلى الانفتاح سيخلق أيضا مجتمعا متطرفا إنما من دون ضوابط مما سيؤدي حتما إلى انهيار هذه الدول.

وقد حاولت النخبة العالمية التسويق للفكر الشيعي على أنه الترياق الوحيد ضد هذا التوحش التكفيري، إلا أن التعصب الطائفي وصل إلى ذروته مع إعلان، الدكتور محمد سيد طنطاوي خلال لقائه الثلاثاء 16-6-2009 بوفد من طلاب سعوديين إنه لا مكان ولا وجود للشيعة في مصر كمذهب لأنها دولة سنية، ولن نقبل بنشر التشيع في بلادنا.

2009 قالها أوياما بأعلى صوته أنا باراك حسين أوياما ، رئيس أمريكا وردد اسم حسين عشرات المرات باشرة واضحة منه، ليست دينية إنما إلى المدرسة التي ينتمي إليها في تربيته وهي تقبل الآخر، يريد ان يسمع الامريكيين اسم “حسين”.

2010 ومع رفض الاعتدال المتواجد في الفكر الشيعي، ويأس النخبة العالمية من إنقاذ العالم وإنقاذ المجتمع المتواجد في العالم العربي، تركت أمريكا حلفاءها من دون حماية، مما أسقطهم بسرعة خيالية وكأنهم أصنام من زجاج.

2010 – 2011 انطلق الإرهاب بين العراق وسوريا بصورة أفظع وأبشع من أفلام الرعب، اغتصاب القاصرات ذبح الأطفال أمام أهاليهم، حرق الناس وهم أحياء، تفجير المدارس والمساجد والكنائس والأحياء الآمنة، إعادة إحياء سوق الرقيق.

قالت أمريكا هذا هو الإرهاب التكفيري نحن دعمناه ونحن نعرفه أكثر منكم، هناك ملايين في العالم مستعدين بساعات أن يعتنقوا هذا الفكر ويحولون الكرة الأرضية إلى جحيم،

2013 بكى العالم بصمت عند بوابة طهران حيث خرج إليهم الجنرال قاسم سليماني الذي خاض حربا على الإرهاب، وإنقاذ البشرية من هذا الوحش.

2015 قال أوياما إن الاتفاق النووي مع إيران هو خطوة نحو “عالم أكثر تفاؤلا” اعترفت أمريكا وأوروبا أن دخول الجمهورية الإسلامية ضد الإرهاب جعلت العالم أكثر تفاؤلا.

الآن مع الأزمة الروسية الأوكرانية، والعقوبات التي فرضتها أوروبا على روسيا، وجد العالم نفسه مرة ثانية أمام إيران التي تمتلك ثاني أكبر احتياط غازا عالميا، فأصبح العالم يردد نحن بحاجة إلى التشيع كثقافة روحية معتدلة واليوم نحن بحاجة إلى الثروات الطبيعية المتواجدة في إيران.

2020 أن الطائفة المارونية منذ أكثر من ألف سنة انتبهت أن التشيع يشكل خشبة الخلاص ويكرس الاعتدال والعدالة في المشرق العربي، وقد قدمت الطائفة المارونية الكثير للشيعة فهي كتبت وطبعت وترجمت ونشرت عن الثقافة الشيعية وعلى نفقة الكنيسة، وعندما وصل العالم إلى حيث كانت تطالب الطائفة المارونية أن يصل، وهو دعم التشيع لما فيه من خصال إنسانية، تريد اليوم الطائفة المارونية أن تنفصل عن الشيعة، ولولا وجود بعض الشيعة في الجغرافيا التاريخية المشتركة “جبيل وكسروان” لأعلنت فيدراليتها المستقلة.

أنا أتفهم أن تعلن الطائفة المارونية فيدراليتها، فهي تريد أن تتجنب زحام النازحين السوريين، وهاجس توطين الفلسطينيين، كما انها لا تريد ان تدفع ثمن العقوبات والحصار والصراع، وهي تريد تحافظ على هويتها ونمط عيشها، كما أنها لا تريد أن تكون لا مع ولا ضد، فهي تريد الحياد من أجل الحياة بعيدا عن الحروب الكبرى بزمن أصبح الموارنة المهاجرين أكثر من الموارنة في الوطن.
لكن أنا لا أتفهم أن يتخلى الماروني عن عيشه الواحد وجغرافية المشاركة مع إخوانه الشيعة.

كما أنني أخشى إن لم يدرك غالبية الشيعة العرب دورهم العالمي، وبقي هاجسهم المال والمناصب، أن تضيع فرصة حقيقية، قد يكون ثمنها مكلفا للغاية.

العالم اليوم كله يراقبنا، نحن في زمن يحاكي زمن الثورة الفرنسية وبحاجة ماسة إلى العقول في الرسم والموسيقى والكتابة بابداع، والا سنخرج من التاريخ ولن يعود لنا قائمة بعد اليوم.

نحن اليوم في القمة، والسقوط من هذا الارتفاع الشاهق مؤلم جدا، بل مميت.

الناشر

ام مهدي ام مهدي
ام مهدي ام مهدي

shadow

أخبار ذات صلة